نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 27
علوه من غير توقل[1]،
ومجيئه من غير تنقل، يوجد المفقود ويفقد الموجود، ولا تجتمع لغيره الصفتان في وقت،
يصيب الفكر منه الإيمان به موجودا، ووجود الإيمان، لا وجود صفة، به توصف الصفات لا
بها يوصف، وبه تعرف المعارف لا بها يعرف، فذلك الله لا سمي له، سبحانه ليس كمثله
شيء وهو السميع البصير)[2]
وأما النص الثاني، فهو ما روي أنه
بينما كان ابن عباس يحدث، إذ قام إليه نافع بن الأزرق، فقال: يا ابن عباس! تفتي في
النملة والقملة؟! صف لنا إلهك الذي تعبده. فأطرق ابن عباس إعظاما لله عز وجل، وكان
الحسين بن علي جالسا ناحية، فقال: (إلي يا ابن الأزرق)، فقال: لست إياك أسأل. فقال
ابن عباس: يا ابن الأزرق، إنه من أهل بيت النبوة، وهم ورثة العلم. فأقبل نافع بن
الأزرق نحو الحسين، فقال له الإمام الحسين : (يا نافع، إن من وضع دينه على القياس
لم يزل الدهر في الارتماس، مائلا عن المنهاج، ظاعنا في الاعوجاج، ضالا عن السبيل،
قائلا غير الجميل. يا ابن الأزرق، أصف إلهي بما وصف به نفسه، وأعرفه بما عرف به
نفسه؛ لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس، فهو قريب غير ملتصق، وبعيد غير منتقص،
يوحد ولا يبعض، معروف بالآيات، موصوف بالعلامات، لا إله إلا هو الكبير المتعال)[3]
وانطلاقا من تحليل هذين النصين،
نحاول في هذا المبحث بيان مقتضيات التنزيه ـ كما يصفها الإمام
الحسين ـ ودورها في مواجة الانحرافات العقدية، وقد رأينا
أنه يمكن