نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 263
بالأمة بعده، لم تكن مجرد إخبار
بالغيب، وإنما كانت توجيهات نبوية، تحذر من أن يحصل في الأمة التبديل والتغيير
الذي حصل في غيرها، والذي نص عليه قوله تعالى: ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً
وَاحِدَةً فَبَعَثَ الله النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ
مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا
فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا
جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى الله الَّذِينَ آمَنُوا
لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَالله يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ
إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [البقرة: 213]، وقوله: ﴿
وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ
مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾ [الجاثية: 17]
ونص عليه في خصوص هذه الأمة
قوله تعالى: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ
الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ
يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ الله شَيْئًا وَسَيَجْزِي الله
الشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران: 144]
وقد ورد الحديث بتفسير ذلك، والتحذير
منه، فقد قال رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) : (يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي،
فيحلؤون[1]
عن الحوض، فأقول: يا رب أصحابي، فيقول: إنه لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم
ارتدوا على أدبارهم القهقرى)[2]
وفي رواية في صحيح البخاري أن
رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قال: (بينا أنا قائم على
الحوض، إذ زمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلم، فقلت: إلى
أين؟ فقال: إلى النار والله، فقلت: ما شأنهم؟ فقال: إنهم قد ارتدوا على أدبارهم
القهقرى، ثم إذا زمرة أخرى، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال لهم:
هلم، قلت: إلى أين؟ قال: إلى النار والله، قلت ما شأنهم؟ قال: إنهم قد ارتدوا على
أدبارهم، فلا أراه يخلص منهم إلا
[1] (فيحلؤون) أي: يدفعون عن الماء،
ويطردون عن وروده، ومن رواه «فيجلون» بالجيم، فهو من الجلاء: النفي عن الوطن، وهو
راجع إلى الطرد.