نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 262
ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت
الفيصل بيني وبينه)[1]
وقد ورد هذا الحديث في صحيح
البخاري، ويستدلون به على صحة بيعة هؤلاء الفسقة والمجرمين والمحرفين للدين، في
نفس الوقت الذي يروون فيه أحاديث عن مناقب أهل البيت ، وعن ظلم الأمة لهم، ومع ذلك
يعتبرونها من الفضائل التي لا ينجر عنها أي عمل.
وهكذا عندما قامت دولة بني
مروان والتي كان على رأسها عبد الملك بن مروان كان ابن عمر من المسارعين إلى
بيعتهم، ومد يد الطاعة لهم، وقد روى البخاري بإسناده عن عبد الله بن دينار قال : (
لما بايع الناس عبد الملك كتب إليه عبد الله بن عمر : إلى عبد الله عبد الملك أمير
المؤمنين، إني أقر بالسمع والطاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين على سنة الله
وسنة رسوله ما استطعت، وإن بني قد أقروا بمثل ذلك)[2]
وقد بقي ملتزما بتلك البيعة
والطاعة المطلقة لبني مروان حتى بعد تلك الجرائم العظيمة التي قاموا بها، من رمي الكعبة
الشريفة بالمنجنيق وغيرها، ولذلك كان مقربا من عبد الملك بن مروان، وأمر الحجاج بأن
يصلي خلفه[3].
ولهذا لم يجد الإمام الحسين أن
يجيب من هذا حاله، إلا بقوله: (أبا عبد الرحمن، أنا أبايع يزيد وأدخل في صلحه، وقد
قال النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) فيه وفي أبيه ما قال؟!)[4]
وهذا جواب كاف لابن عمر وغيره،
إن أرادوا الوفاء ببيعتهم لرسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، والممتدة لكل الأزمنة، ذلك أن تلك الأحاديث
التي أخبر فيها رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) عما سيحل