نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 288
ثم
ارتحل في السحر، فعن الإمام الصادق قال: (سار
محمد بن الحنفية إلى الحسين في الليلة التي أراد الخروج في صبيحتها عن مكة فقال:
يا اخي إن أهل الكوفة من قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك، وقد خفت أن يكون حالك كحال من
مضى، فإن رأيت أن تقيم فإنك أعز من في الحرم وأمنعه. فقال : يا اخي قد خفت ان
يغتالني يزيد بن معاوية في الحرم، فأكون الذي يستباح به حرمة هذا البيت، فقال له
ابن الحنفية: فإن خفت ذلك فسر الى اليمن أو بعض نواحي البر، فإنك امنع الناس به
ولا يقدر عليك أحد؛ فقال : (أنظر فيما قلت). ولما كان السحر ارتحل الحسين ، فبلغ
ذلك ابن الحنفية، فأتاه فأخذ زمام ناقته التي ركبها فقال له: يا اخي ألم تعدني
النظر فيما سألتك. قال : (بلى). قال: فما حداك على الخروج عاجلا. فقال : (اتانى
رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) بعد ما فارقتك، فقال: يا
حسين اخرج فإن الله، قد شاء ان يراك قتيلا)، فقال له ابن الحنفية: إنا الله وإنا
إليه راجعون، فما معنى حملك هؤلاء النساء معك وأنت تخرج على مثل هذه الحال ؟ !
فقال له: (قد قال لي: (إن الله قد شاء ان يريهن سبايا) وسلم عليه ومضى[1].
وهذا
نص صريح؛ فرسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) في الحديث المتفق عليه لا يتمثل به الشيطان،
وخاصة إن كان الرائي له حبيبه وسبطه وريحانته الإمام
الحسين ، وهذا ما يقرب ما حصل له بما حصل لإبراهيم .
4.
تصديقه لكل من أخبره بما سيحصل له من الذين دعوه من الغدر، ومع ذلك تحرك وفق
تكليفه الشرعي، غير مبال بما توقعوه، وبما كان يعلمه هو نفسه، ومن الأمثلة على ذلك
ما روي أنه عندما بلغ ذات عرق[2]لقيه
رجل من بني أسد يقال له بشر بن غالب، فقال له