نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 292
ولذلك؛ فإن أهم المعاني في حياة
الإمام الحسين ، وفي نهضته الكبرى، هي تحوله إلى رمز إسلامي يواجه الطغيان
والاستبداد، ويمثل العدالة بأسمى معانيها، ويكون بذلك أكبر دليل على فساد مقولة
[الدين أفيون الشعوب]
انطلاقا من هذا؛ فإن الأدلة
الكثيرة تدل على أن الغرض الأكبر من حركة الإمام الحسين هي تمددها في التاريخ
والجغرافية لتصبح أداة تستنهض الهمم للإصلاح ومواجهة الانحرافات بكل أنواعها،
ويمكننا من خلال الأحاديث والروايات والواقع أن نرى أربعة تجليات كبرى لذلك
الامتداد الذي لا نزال نرى آثاره في عصرنا، وهي:
1. المحبة والمودة للإمام
الحسين ولأهل البيت، وهي الوقود العاطفي الذي يحرك صاحبه لاقتفاء آثارهم، والسير
على هداهم، والاستنان بسننهم.
2. الزيارة والبكاء، وهي من
الشعائر العظيمة التي سنها رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) وأهل بيته للأمة لتصبح وسيلة لتربيتها
وتطهيرها ومحو العار عنها، كما يصبح وسيلة لاستنهاض الهمم للمواجهة، ومقاومة
الطغيان والشعور بالمستضعفين والوقوف في صفهم.
3. النصرة والمواجهة، وذلك عبر
استعمال كل الوسائل لإعادة الأمر إلى نصابه، والحق لأهله، لأنه لا يمكن أن تنتصر
الأمة، وتتخلص من الران البشري الذي لبس دينها قبل أن تعرف أئمتها ومراجعها
الحقيقيين.
4. الحركة والثورة، وهي الوسيلة
الأخيرة التي تستعملها الأمة، لتؤدي دورها الحقيقي، والذي ورد في الآثار أن من
شعاراته [يا لثارات الحسين][1]
[1] ورد
هذا الشعار في المصادر المختلفة السنية والشيعية، وقد كان شعار التوابين في ثورتهم،
وشعار المختار عند قيامه، وكان من شعارات أهل خراسان في معركة الزابي.[ تاريخ
الطبري، ج 4، ص 451، مقتل أبي مخنف، ص 283، ابن قتيبة، أخبار الطوال، ص 291، تاريخ
مدينة دمشق، ابن عساكر، ج 33، ص 355]
كما
أن الإمام الرضا ذكر هذا الشعار لابن شبيب، حين قال: (يا بن شبيب! إن كنت باكياً
لشئ، فابك للحسين بن علي بن أبي طالب ، فإنه ذبح كما يذبح الكبش، وقتل معه من أهل
بيته ثمانية عشر رجلاً ما لهم في الأرض شبيه، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون
لقتله، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل، فهم عند
قبره شعث غبّر إلى أن يقوم القائم، فيكونون من أنصاره، وشعارهم: يا لثارات الحسين)
[الصدوق، الأمالي، ص 192، الصدوق، عيون أخبار الرضا ، ص 268]
وورد
في الروايات أيضا هذا الشعار باعتباره شعار الإمام المهدي عند ظهوره في آخر
الزمان، فقد ورد في زيارته: (السلام على الإمام العالم، الغائب عن الأبصار،
والحاضر في الأمصار، والغائب عن العيون، الحاضر في الأفكار، بقية الأخيار، الوارث
ذا الفقار، الذي يظهر في بيت الله ذي الأستار، وينادي بشعار يا لثارات الحسين، أنا
الطالب بالأوتار، أنا قاصم كل جبار، أنا حجة الله على كل كفور ختار، القائم
المنتظر بن الحسن عليه واله أفضل السلام) [المشهدي، المزار، ص 107]
نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 292