نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 96
فكل شيء في الكون نابع من
الرحمة الإلهية التي وسعت كل شيء، كما قال تعالى: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ (الأعراف:من:
156)، وقال:﴿ فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ
وَلا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾ (الأنعام:147)
فالآيتان الكريمتان صريحتان في
سعة الرحمة الإلهية وشمولها لكل شيء، ولم يرد في القرآن الكريم اقتران السعة بشيء
من صفات الله إلا في صفتي الرحمة والعلم.
7 ـ حكمة الله:
وهي التي أشار إليها الإمام
الحسين في مواضع من دعاء عرفة، ومنها قوله عند تعداد بعض مظاهر الرحمة الخاصة به،
والممتلئة بكل أنواع الحكمة: (لم تخرجني لرأفتك بي، ولطفك لي،
وإحسانك إلي، في دولة أئمة الكفر الذين نقضوا عهدك، وكذبوا رسلك، لكنك أخرجتني
للذي سبق لي من الهدى، الذي له يسرتني، وفيه أنشأتني، ومن قبل رؤفت بي بجميل صنعك،
وسوابغ نعمك، فابتدعت خلقي من منى يمنى، وأسكنتني في ظلمات ثلاث بين لحم ودم وجلد،
لم تشهدني خلقي، ولم تجعل إلي شيئا من أمري، ثم أخرجتني للذي سبق لي من الهدى إلى
الدنيا تآما سويا، وحفظتني فى المهد طفلا صبيا، ورزقتني من الغذآء لبنا مريا،
وعطفت على قلوب الحواضن، وكفلتني الأمهات الرواحم، وكلأتني من طوارق الجآن،
وسلمتني من الزيادة والنقصان، فتعاليت يا رحيم يا رحمن، حتى إذا استهللت ناطقا
بالكلام، أتممت على سوابغ الأنعام، وربيتني آيدا في كل عام) [1]
وفي هذا النص وغيره نرى الكثير
من المعاني التي توضح مفهوم الحكمة الإلهية، وتصحح تلك التحريفات التي وقعت حولها؛
فالحكمة تطلق على الإتقان والإحكام في الصنعة، وهي التي وردت في القطعة التي
ذكرناها كما وردت في مقاطع أخرى، منها قوله