نام کتاب : الإمام الحسين وقيم الدين الأصيل نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 97
في بداية الدعاء: (فطر أجناس
البدائع، واتقن بحكمته الصنائع)
[1]
ومنها كون كل الأفعال الإلهية
في منتهى اللطف، وأنه يستحيل عليها العبثية، وقد قال الإمام
الحسين معبرا عن هذا المعنى في الدعاء: (يا
مقيض الركب ليوسف في البلد القفر ومخرجه من الجب، وجاعله بعد العبودية ملكا، يا
راد يوسف على يعقوب بعد أن ابيضت عيناه من الحزن، فهو كظيم، يا كاشف الضر والبلاء
عن أيوب، يا ممسك يد إبراهيم عن ذبح ابنه بعد أن كبر سنه وفنى عمره، يا من استجاب
لزكريا فوهب له يحيى ولم يدعه فردا وحيدا، يا من أخرج يونس من بطن الحوت، يا من
فلق البحر لبني إسرائيل فأنجاهم وجعل فرعون وجنوده من المغرقين، يا من أرسل الرياح
مبشرات بين يدي رحمته، يا من لا يعجل على من عصاه من خلقه، يا من استنقذ السحرة من
بعد طول الجحود وقد غدوا في نعمته يأكلون رزقه ويعبدون غيره وقد حادوه ونادوه
وكذبوا رسله) [2]
وأول الثمار التي يجنيها المؤمن
من هذه القيمة ـ كما يظهر في دعاء الإمام الحسين ـ هو ذلك الرضا عن الله في جميع
أفعاله؛ ذلك أنه يعلم أن كل ما في الكون مؤسس على حكمة الله وقائم بها وقائم
عليها، فلا ينكر فعلا من أفعال الله، بل يستدل بأفعال الله على الله.
وبهذا يعيش المؤمن بصحبة الله
الحكيم الذي يضع الأمور دقيقها وجليلها في موضعه الذي يليق به، فلا فطور في الكون
ولا نشاز، بل كل شيء ينطق بالحكمة، ويخبر عن دقة الصنع وإتقانه.
ولهذا نجد في القرآن الكريم
اقتران اسم الله (الحكيم) بخلق الله وأمره، لينبهنا إلى