نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 226
الأماكن
المقدسة من نيل ثواب النفحات المكانية، ذلك أنه جعل المساجد الموجودة في كل محل
محالا للبركة والهداية بشرط إقامتها للتقوى، وعدم نشرها للفتن وتفريقها بين
المسلمين.
وقد
قال تعالى يذكر ذلك: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ الله أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ
فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا
تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله وَإِقَامِ الصَّلَاةِ
وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ
(37) لِيَجْزِيَهُمُ الله أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالله
يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [النور: 36- 38]، وقال: ﴿إِنَّمَا
يَعْمُرُ مَسَاجِدَ الله مَنْ آمَنَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ
الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا الله فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ
يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾ [التوبة: 18]
ولهذا
ورد في الأحاديث الكثيرة ما يبين فضل المساجد وعمارتها بالذكر والصلاة وغيرها، ففي
الحديث عن رسول الله a أنه قال: (سبعةٌ يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله)، وذكر
منهم: (ورجلٌ قلبه معلقٌ في المساجد)
([423]) وفي: (ورجلٌ معلقٌ بالمسجد إذا خرج
منه حتى يعود إليه).
وأخبر
أن آثار الماشين إلى المساجد تحفظ لهم، فعن جابر قال: (أراد بنو سلمة أن يتحولوا
إلى قرب المسجد، قال: والبقاع خاليةٌ، فبلغ ذلك النبي a فقال: يا بني سلمة دياركم تكتب آثاركم،
فقالوا: ما كان يسرنا أنا كنا تحولنا)
([424])
ولذلك
روي عن بعض أصحاب رسول الله a أنه كان لا بيت أبعد من بيته عن المسجد، وكان لا تخطئه الصلاة مع
الجماعة، ولا يرغب في أن يكون بيته إلى جوار المسجد،