فقد
حدثت عائشة عن أثر هذه الآيات على رسول الله a عندما نزلت عليه، فقالت لمن سألها عن
أعجب شيء رأته منه a، فَبَكَتْ، وقالت: كُلُّ أمره كان عجبا، أتاني في ليلتي، فقال:
ذريني أتعبد لربي، فقلت: والله إني لأحب قربك، وإني أحب أن تَعبد لربك. فقام إلى
القربة فتوضأ ولم يكثر صب الماء، ثم قام يصلي، فبكى حتى بل لحيته، ثم سجد فبكى حتى
بَل الأرض، ثم اضطجع على جنبه فبكى، حتى إذا أتى بلال يُؤذنه بصلاة الصبح قالت:
فقال: يا رسول الله، ما يُبكيك؟ وقد غفر الله لك ذنبك ما تقدم وما تأخر، فقال:
(ويحك يا بلال، وما يمنعني أن أبكي وقد أنزل عليّ في هذه الليلة: ﴿إِنَّ
فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ
لأولِي الألْبَابِ﴾، ثم قال: (ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها)([535])
وفي
حديث آخر عن رسول الله a أنه قال: (ينادي مناد يوم القيامة أين أولوا الألباب قالوا: أي
أولوا الألباب تريد؟ قال: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِيَامًا وَقُعُودًا
وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا