ولهذا
ورد في الحديث عن بعض أصحاب رسول الله a قال: كنا مع النبي a فشخص ببصره إلى السماء، ثم
قال: (هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء). فقال زياد بن
لبيد الأنصاري: كيف يختلس منا، وقد قرأنا القرآن؟ والله، لنقرأنه، ولنقرئنه نساءنا
وأبناءنا؟ قال: (ثكلتك أمك يا زياد، إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة؛ هذه
التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا تغني عنهم؟)([584])
وهو
ما يشير إليه قوله تعالى عن أهل الكتاب: ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ
يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ﴾
[البقرة: 78]، وقد ذكر المفسرون أن الأماني تعني التلاوة.. أي أنهم يكتفون بتلاوته
دون أن يتحول إلى واقع حي يعيشونه.