نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 304
سمعنا
الذي نسدبه ديننا، وإذا خرجنا من عندك سمعنا أشياء مختلفة مغموسة، لا ندري ماهي؟ فقال:
أو قد فعلوها؟ فقيل: نعم، فقال: سمعت رسول الله a يقول: (أتانى جبرئيل فقال: يا محمد
سيكون في أمتك فتنة، قلت: فما المخرج منها؟ فقال كتاب الله فيه بيان ما قبلكم من
خير وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من وليه من جبار فعمل
بغيره قصمه الله، ومن التمس الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو
الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، لا تزيفه الاهواء ولا تلبسه الألسنة، ولا يخلق
عن الرد، ولا تنقضي عجائبه، ولا يشبع منه العلماء هو الذي لم تكنه الجن إذ سمعه،
أن قالوا: ﴿إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ﴾
[الجن: 1، 2]، من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن اعتصم به هدي إلى صراط مستقيم،
هو الكتاب العزيز، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم
حميد) ([593])
وكل
هذا يدلك ـ أيها المريد الصادق ـ على أن القرآن الكريم، وإن ورد الفضل العظيم في
تلاوته، وتكرارها، إلا أن ذلك ليس سوى مقدمة للانفعال به وتفعيله، وإلا فإن
القراءة المجردة، والتي يخالفها العمل والسلوك ليست سوى نوعا من الكذب على النفس.
ولهذا
يقترن التذكير بالقرآن الكريم بالتقوى والصلاح، قال تعالى: ﴿فَذَكِّرْ
بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ﴾ [ق45]، وقال: ﴿وَإِنَّهُ
لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ ﴿48﴾ وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى
الْكَافِرِينَ&﴾ [الحاقة48 - 50]
بخلاف
غيرهم، والذين لا تفيدهم قراءته، كما قال تعالى: ﴿فَمَا لَهُمْ عَنِ
التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ﴿49﴾ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ ﴿50﴾
فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ&﴾ [المدثر49 - 51]، وقال: ﴿وَلَقَدْ
صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ
نُفُوراً﴾ [الإسراء41]