نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 340
و
قد روي في هذا عن أصحاب رسول الله a أنهم قالوا: (كان رسول الله a يحدّثنا ونحدّثه فإذا حضرت
الصلاة فكأنّه لم يعرفنا ولم نعرفه)([678])، وذلك لاشتغاله بالله عن كلّ شيء.
ويروى
عن الإمام عليّ أنه كان إذا حضر وقت الصلاة يتململ ويتزلزل فيقال له: مالك يا أمير
المؤمنين؟ فيقول: (جاء وقت أمانة عرضها الله على السماوات والأرض والجبال فأبين أن
يحملنها وأشفقن منها([679]).
وبعد
سماعك الأذان ـ أيها المريد الصادق ـ أسرع إلى تجديد الطهارة إن لم تكن متطهرا،
ولا تنس عندها أن تطهر
(لبّك الّذي هو ذاتك، وهو قلبك، فاجتهد له تطهيرا بالتوبة والندم على ما فرط،
وتصميم العزم على الترك في المستقبل، فطهّر باطنك فإنّه موضع نظر معبودك)
وقد قال الإمام الرضا ـ يشير إلى مقاصد
الطهارة وكيفية الخشوع فيها ـ: (إنّما أمر بالوضوء ليكون العبد طاهرا إذا قام بين
يدي الجبّار عند مناجاته إيّاه، مطيعا له فيما أمره، نقيّا من الأدناس والنجاسة مع
ما فيه من ذهاب الكسل وطرد النعاس، وتزكية الفؤاد للقيام بين يدي الجبّار، وإنّما
وجب على الوجه واليدين والرأس والرجلين لأنّ العبد إذا قام بين يدي الجبّار،
فانّما ينكشف من جوارحه ويظهر ما وجب فيه الوضوء، وذلك أنّه بوجهه يسجد ويخضع،
وبيده يسأل ويرغب ويرهب ويتبتّل، وبرأسه يستقبله في ركوعه وسجوده، وبرجليه يقوم
ويقعد، وأمر بالغسل من الجنابة دون الخلاء لأنّ الجنابة من نفس الإنسان وهو شيء
يخرج من جميع جسده والخلاء ليس هو من نفس الإنسان إنّما هو غذاء يدخل من