نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 343
ومعدنا
لمرضاته ومغفرته على مثال حضرة الملوك الّذين يجعلونها وسيلة لذلك؛ فادخلها ملازما
للسّكينة والوقار، ومراقبا للخشوع والانكسار، سائلا أن يجعلك من خلّص عباده وأن
يلحقك بالماضين منهم، وراقب الله كأنّك على الصراط جائز، وكن متردّدا بين الخوف
والرجاء وبين القبول والطرد، فيخشع حينئذ قلبك، ويخضع لبّك، وتتأهّل لأن يفيض عليك
الرّحمة وتنالك يد العاطفة، وترعاك عين العناية) ([683])
واستشعر عند النيّة إجابة الله تعالى في (امتثال أمره
بالصلاة وإتمامها، والكفّ عن نواقضها ومفسداتها، وإخلاص جميع ذلك لوجه الله رجاء
لثوابه وخوفا من عقابه، وطلبا للقربة منه، متقلّدا للمنّة بإذنه إيّاك في المناجاة
مع سوء أدبك وكثرة عصيانك، وعظّم في نفسك قدر مناجاته، وانظر من تناجي وكيف تناجي،
وبما ذا تناجي، وعند هذا ينبغي أن تعرق جبينك من الخجلة، وترتعد فرائصك من الهيبة
ويصفّر وجهك من الخوف).
واذكر
حينها ما قاله الإمام الصادق من أن (أدنى حدّ للإخلاص بذل العبد طاقته، ثمّ لا
يجعل لعمله عند الله قدرا فيوجب به على ربّه مكافاته بعمله لعلّه أنّه لو طالبه
بوفاء حقّ العبوديّة لعجز، وأدنى مقام المخلص لله في الدنيا السلامة من جميع
الآثام وفي الآخرة النجاة من النار، والفوز بالجنّة)
واستشعر
ـ أيها المريد
الصادق ـ عند
تكبيرك لربك (عظمة الله سبحانه، وصغّر نفسك وخسّة عبادتك في جنب عظمته، وانحطاط
همّتك عن القيام بوظائف خدمته واستتمام حقائق عبادته، وتفكّر عند قولك: (اللهمّ
أنت الملك الحقّ) في عظيم ملكه وعموم قدرته واستيلائه على جميع العوالم، ثمّ ارجع
على نفسك بالذّل والانكسار والاعتراف بالذّنوب والاستغفار عند قولك: (عملت سوءا
وظلمت نفسي فاغفر لي إنّه لا يغفر