نام کتاب : مدارس النفس اللوامة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 342
واستشعر
ـ أيها المريد
الصادق ـ عند وقوفك
في المكان المخصص لصلاتك، ما قاله الإمام الصادق عنه، فقد قال: (إذا بلغت باب المسجد فاعلم أنّك قصدت
ملكا عظيما لا يطأ بساطه إلّا المطهّرون، ولا يؤذن لمجالسته إلّا الصدّيقون، وهب القدوم إلى
بساط خدمته هيبة الملك فإنّك على خطر عظيم إن غفلت، واعلم أنّه قادر على ما يشاء
من العدل والفضل معك وبك، فإن عطف عليك بفضله ورحمته قبل منك يسير الطاعة وأجزل
عليها ثوابا كثيرا، وإن طالبك باستحقاقه الصدق والإخلاص عدلا بك حجبك وردّ طاعتك
وإن كثرت وهو فعّال لما يريد، واعترف بعجزك وتقصيرك وفقرك بين يديه فإنّك قد
توجّهت للعبادة له والمؤانسة به واعرض أسرارك عليه وليعلم أنّه لا يخفى عليه أسرار
الخلائق أجمعين وعلانيتهم، وكن كأفقر عباده بين يديه، وأخل قلبك عن كلّ شاغل يحجبك
عن ربّك فإنّه لا يقبل إلّا الأطهر والأخلص، فانظر من أي ديوان يخرج اسمك فإن ذقت
من حلاوة مناجاته ولذيذ مخاطباته وشربت بكأس رحمته وكراماته من حسن إقباله عليك
وإجاباته، وقد صلحت لخدمته فادخل فلك الإذن والأمان وإلّا فقف وقوف مضطرّ قد انقطع
عنه الحيل وقصر عنه الأمل وقضى الأجل، وإذا علم الله من قلبك صدق الالتجاء إليه
نظر إليك بعين الرأفة والرّحمة والعطف، ووفّقك لما يحبّ ويرضى فإنّه كريم يحبّ
الكرامة لعباده المضطرّين إليه المحدقين على بابه لطلب مرضاته) ([682])
وتذكر
ما قاله بعض الحكماء لبعض مريديه، عندما سأله عن الخشوع المرتبط بالمكان، فقال له:
(استحضر فيه أنّك كائن بين يدي ملك الملوك تريد مناجاته والتضرّع إليه والتماس
رضاه ونظره إليك بعين الرّحمة، فانظر مكانا يصلح لذلك كالمساجد الشريفة والمشاهد
المطهّرة مع الإمكان، فإنّه تعالى جعل تلك المواضع محلّا لاجابته، ومظنّة لقبوله
ورحمته،