نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 131
فإن المنبت لا بلغ بعدا، ولا أبقى ظهرا، واعمل
عمل امرئ يظن أن لا يموت إلا هرما) ([187])
ولهذا كان a
يتشدد مع المتشددين، بل يخبر بهلاكهم في تشددهم، فيقول:(هلك المتنطعون([188])،
قالها ثلاثاً([189])
وروي أنه: بينما النبي a
يخطب إذا هو برجلٍ قائمٍ، فسأل عنه، فقالوا: أبو إسرائيل نذر أن يقوم في الشمس ولا
يقعد، ولا يستظل ولا يتكلم، ويصوم، فقال النبي a:(مروه
فليتكلم وليستظل وليقعد وليتم صومه)([190])
وغيرها من الأحاديث الكثيرة، ومثلها تلك الآيات
الكريمة التي تخبر عن رفع الحرج عن المؤمنين، وأن الله تعالى لم يرد بتكاليفه أن
يعذبهم، وإنما أراد أن يهذبهم، كما قال تعالى في المقصد من التشريعات المرتبطة
بالطهارة: ﴿مَا يُرِيدُ الله لِيَجْعَلَ
عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ
عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (المائدة:6)
أما ما ورد من الشرائع المشددة في الأديان
السابقة، فهي ليست من تشريع الله ابتداء، ولكن أهل تلك الأديان هم الذين ألزموا
بها أنفسهم، حتى أصبحت جزءا من أديانهم،