نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 130
﴿لِيُنْفِقْ
ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا
آتَاهُ الله لا يُكَلِّفُ الله نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ الله بَعْدَ
عُسْرٍ يُسْراً﴾ (الطلاق:7)، وقال: ﴿رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ
شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾ (طه: 50)
ولهذا أنكر الله تعالى عمل الرهبان واعتبارهم لتعذيب
الجسد عبادة، فاعتبر ذلك بدعة، قال تعالى: ﴿ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى
آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ
الْأِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً
وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ
الله فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ
أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾ (الحديد:27)
ومثل ذلك أنكر على من أراد أن يحرم ما لم يحرم
الله من أنواع الزينة، فقال: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ الله الَّتِي
أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ
آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ
نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ (الأعراف:32)
ومثل ذلك أخبر أن الإنسان على ما عمل غيره، إن لم
يكن له علاقة به، قال تعالى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى
وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إلى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ
ذَا قُرْبَى﴾ [فاطر: 18]، وقال: ﴿مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا
يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ
وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً﴾
[الإسراء:15]
وهكذا وردت الأحاديث الكثيرة عن رسول الله a تنهى عن تكليف النفس ما لا تطيق، ففي الحديث عن رسول الله a أنه قال:(إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق، فان المنبت لا أرضا
قطع ولاظهرا أبقى)([186])
وقال: (إن هذا الدين متين، فأوغلوا فيه برفق، ولا
تبغضوا إلى أنفسكم عبادة الله،