responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 129

خير، وبين غيره من الصادقين الآمرين بالعدل الملتزمين بالسراط المستقيم، وهو القيم الثابتة التي تتفق عليها العقول والشرائع.

ومثله قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الله يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]، فهو يخبر أن كل الشرائع الإلهية متناسبة مع تلك القيم المستحسنة في النفوس، وهي العدل والإحسان والصلة وغيرها.. ومثلها نواهيه؛ فكل النفوس تنفر من الفحشاء والمنكر والبغي.

وهكذا يكثر في القرآن الكريم الدعوة لإعمال العقول لتبين مدى الحق الذي يحمله الدين الإلهي، سواء في جانب حقائقه، أو في جانب قيمه، ولهذا يستحيل أن يكون مصير المجرمين شبيها بمصير الصالحين، قال تعالى: ﴿أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ﴾ [ص: 28]، وقد جاء بعدها قوله تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [ص: 29]، والتدبر والتذكر يعني أن هناك قيما ثابتة في العقول، وهي التي تنسجم مع النصوص المقدسة، ولولا ذلك ما دعا إلى التدبر والتذكر.

ومثل ذلك قوله تعالى: ﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ [القلم: 35، 36]، وقوله: ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾ [الرحمن: 60]

وغيرها من الآيات الكريمة التي ترد على كل ما ذكره أولئك الذين توهموا أن القيم مجرد أوامر أو نواه أو تشريعات لا علاقة لها بواقع الأمر.

أما دعواهم بأن الله تعالى يمكن أن يكلف النفوس بما لا تطيق؛ فهو مخالف لما ورد في القرآن الكريم من ذلك، فالنصوص القرآنية صريحة في أن الله تعالى لا يكلف النفوس إلا بحسب طاقتها، قال تعالى: ﴿لا يُكَلِّفُ الله نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا﴾ (البقرة: 286)، وقال:

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست