responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 128

ومنها الغضب على من شفع للمجرمين حتى لا تقام عليهم قوانين العدالة، قال a:(أيما رجل حالت شفاعته دون حد من حدود الله لم يزل في سخط الله حتى ينزع) ([184])

ومنها عقوبة من اتهم الأبرياء بما لم يفعلوه، قال a: (أيما رجل أشاع على رجل بكلمة وهو منها بريء يشينه بها في الدنيا كان حقا على الله أن يدنيه يوم القيامة في النار حتى يأتي بإنفاذ ما قال)([185])

وغيرها من الأحاديث الكثيرة التي يصدقها القرآن الكريم، ويصدقها العقل، لأنها تنسجم مع الفطرة السليمة التي تميز بين الحسن والقبيح من دون حاجة لأي جهة خارجية تدلها على ذلك.

وإياك ـ أيها المريد الصادق ـ أن تتوهم من هذه النصوص المقدسة، ما ذكره بعضهم مما يتنافى مع الأدب مع الله، حيث راح يفرض عليه ما يريده بمحض عقله.. ففرق بين أن يوجب الله على نفسه شيئا، وبين أن يوجب عليه خلقه ذلك.

ومثل تلك النصوص ما ورد في القرآن الكريم من الدعوة إلى التأمل والتدبر في الشرائع والقيم التي دعا إليها الله تعالى، ولولا أن معانيها ثابتة في العقول حسنها وقبيحها ما كان الله ليدعو لذلك، بل يكتفي بالأوامر والنواهي باعتبارها صادرة عنه.

ومن ذلك قوله تعالى: ﴿وَضَرَبَ الله مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [النحل: 76]

فهذا المثل الموجه للعقول يبين الفرق بين ذلك الإنسان السلبي الذي لا يفعل أي


[184] رواه الطبراني في الكبير.

[185] رواه الطبراني في الكبير.

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست