responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 153

لها به.

فعندما يقول لك ربك: ﴿ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَأِ الله يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ (الأنعام:39)، لا تفهم منها ما يفهمه الجاحدون، الذين اتهموا ربهم بالظلم نتيجة سوء فهمهم للمشيئة الإلهية، بل اقرأ الآية بكمالها، لتعلم أن الله تعالى نصب الآيات الواضحات، وأرسل الرسل والهداة بما يوضح طرق الهداية، وسبلها، لكن المغفلين صموا آذانهم عن سماع كلمات الحق، أو رؤية الآيات الدالة عليه؛ فلذلك تحققت لهم مشيئة الضلال، وكان في إمكانهم أن تتحقق لهم مشيئة الهداية.

وبمثل ذلك اقرأ قوله تعالى، وهو يخبرنا بأن ما نراه من مشاهد الضلال ليس خارجا عن مشيئته، بل هو من مقتضياتها:﴿ وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ (السجدة:13)، فالله تعالى ذكر في هذه الآية مشيئته المطلقة، وهي الدالة على وحدانيته في التصرف في الكون، وهي مشيئة مبنية على عدالته ورحمته التي لا تضع أي شيء إلا في محله الصحيح المناسب له.

وبمثل ذلك اقرأ قوله تعالى، وهو يذكر غناه المطلق عن خلقه:﴿ وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ ﴾ (الأنعام:133)، فهو يشير إلى أن الهداية والضلال لا تنفع الله تعالى ولا تضره، ولا تزيد في ملكه ولا تنقص منه، وإنما منفعتها تعود للمهتدين، وضررها يعود للضالين.

فلذلك يرى المؤمن في الضلال الموجود على الأرض غنى الله المطلق عن خلقه، قال تعالى:﴿ إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ﴾ (الزمر: 7)، وقال مخبرا عن مقالة موسى عليه السلام:﴿ إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست