نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 187
ومن آثارها أن يفيض يده بالنفقة في وجوه الخير عالما بأن الخير من الله،
قال تعالى:﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ
عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ
وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ (سـبأ:39)
ومن آثارها أن يشهد العطاء في كل شيء، وأولها وأعظمها نعمة الإيمان
والهداية، والتي لا تعدلها جميع كنور الدنيا، ولهذا رد الله تعالى على أولئك
الأعراب الذين راحوا يمنون على الله تعالى إسلامهم بقوله: ﴿ يَمُنُّونَ
عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ الله
يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين ﴾
[الحجرات: 17]
وذكر منته على رسول الله a بهذه النعمة، فقال: ﴿
وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ﴾ [الضحى: 7]، وقال: ﴿ وَكَذَلِكَ
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ
وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ
عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الشورى: 52]
وذكر مقولة المؤمنين الفرحين بفضل
الله عليهم بالهداية، فقال: ﴿قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا
بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ الله يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ الله وَعَلَى الله
فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11) وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى الله
وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى الله
فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾ [إبراهيم: 11، 12]
وفي الحديث أن رسول الله a خرج على حلقة من أصحابه فقال: ما
مجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله تعالى، ونحمده لما هدانا للإسلام، ومن علينا به،
فقال: (أتاني جبريل عليه السلام فأخبرني أن الله تبارك وتعالى يباهي بكم الملائكة)
([236])
وقال الإمام الصادق: (العطاء من الله على وجهين: في الابتداء: الإسلام
والإيمان،
[236] رواه الترمذي والنسائي، وقال الترمذي: حسن صحيح.
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 187