نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 186
النعم.. فالمؤمن يعتقد أن كل ذلك متاع أدنى لا يستحق زفرة حزن واحدة،
قال تعالى: ﴿الله يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَفَرِحُوا
بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا
مَتَاعٌ ﴾ (الرعد:26)
ويقص علينا القرآن الكريم مقالة الذين تمنوا مكانة قارون بعد أن رأوا
مصيره، قال تعالى:﴿ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ
يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ الله يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ
وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ الله عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لا
يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ﴾ (القصص:82)
ولذلك، فإن المؤمن يترفع عن نظرة الغافل، ويطلب من يد الله المبسوطة نحوه
الأرزاق الشريفة التي لا تنقطع، قال تعالى:﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ
أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ الله كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي
كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَالله يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَالله وَاسِعٌ
عَلِيمٌ ﴾ (البقرة:261)، وقال:﴿ لِيَجْزِيَهُمُ الله أَحْسَنَ مَا
عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالله يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ
حِسَابٍ ﴾ (النور:38)
ومن آثار تلك المعرفة ألا يحول الخوف على الرزق بين المؤمن وتنفيذ أوامر
الله تعالى، ولهذا ينهى الله تعالى المؤمنين أن يجعلوا من خوف العيلة علة لترك
المشركين يزورون المسجد الحرام، قال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ
بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ الله مِنْ
فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ الله عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ (التوبة:28)
ومن آثارها أن يلجأ إلى الله في طلب رزقه معتقدا أنه يرزق بغير حساب، قال
تعالى عن مريم عليها السلام:﴿ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ
وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ
عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ
أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ الله إِنَّ الله يَرْزُقُ مَنْ
يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ (آل عمران:37)
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 186