نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 241
ومن أول آثار تلك المعرفة الاعتماد والتوكل على
الله وحده، باعتباره الملك الحقيقي على الأشياء كلها، والمالك الوحيد لها.. كما
ذكر رسول الله a، ذلك في وصيته لابن عباس، والتي يبين
له فيها تجليات الملك الإلهي، والتي تجعله الحصن الوحيد الذي يلجأ إليه
المحتاجون.. لقد قال له:(يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله
يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعنْ بالله،
واعلم أن الأمة لو اجتمعت عَلَى أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله
لك، وإن اجتمعوا عَلَى أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت
الأقلام وجفت الصحف)([301])، وفي
رواية:(احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن
ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن
الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا)
إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاجتهد في
التعرف على أسماء الله الحسنى التي تملأ قلبك بهذه المعاني حتى تترقى من علم
اليقين إلى عين اليقين إلى حق اليقين.. فكل المعارف الإلهية مختزنة في أسماءه
الحسنى.