نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 242
أما الكبير؛ فهو ذلك الذي اكتمل وجوده؛ فلم يكن به
أي نقص أو قصور.. ولا يكمل الوجود إلا بشيئين: أن يكون دائما لا انقطاع له.. وأن
يكون ذاتيا لا تبعية له؛ فكل وجود مقطوع بعدم سابق أو لاحق فهو ناقص، ولذلك يقال
للإنسان إذا طالت مدة وجوده إنه كبير، أي كبير السن، طويل مدة البقاء.
وهذان المعنيان لا يصدقان إلا على الله؛ فالله هو
الكبير الحقيقي، فهو دائم الوجود أزلا وأبدا.. ووجوده هو الوجود الذي يصدر عنه
وجود كل موجود؛ فإن كان الذي تم وجوده في نفسه كاملا وكبيرا، فالذي حصل منه الوجود
لجميع الموجودات أولى أن يكون كاملا وكبيرا([302])
والمملكة الحقيقية لا يديرها إلا الكبير الحقيقي،
ذلك أن كمال العدل وكمال الرحمة لا تتمان إلا من خلال ملك لا تفنيه الأيام، ولا
يستبد به الضعف، ولا يتسلل إلى طاقاته القصور.
وأما اسمه (المتعال)، والوارد في قوله تعالى: P
اللهُ الذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَل
مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ
وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (40)O (الروم)،
وغيرها من المواضع، فإنه يدل على ذلك الذي لا رتبة فوق رتبته، بل جميع المراتب
منحطة عنه..
فالمتعال مشتق من العلو.. والعلو هو المقابل
للسفل.. وهو إما في درجات محسوسة كالدرج والمراقي وجميع الأجسام الموضوعة بعضها
فوق بعض.. وإما في الرتب المعقولة للموجودات المرتبة نوعا من الترتيب العقلي.
فكل ما له الفوقية في المكان فله العلو المكاني، وكل
ما له الفوقية في الرتبة فله العلو