responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 288

وأخبر عن غلبة هذا الصنف من البشر، والذين عزلوا الله تعالى عن كونهم، وتوهموا أن الكون أصبح ملكهم، يتصرفون فيه كما شاءوا، فقال: ﴿ فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (49) قَدْ قَالَهَا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (50) فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَالَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هَؤُلَاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ﴾ [الزمر: 49 - 51]

ونتيجة لكل هذه المواقف السلبية من الكون وخالقه، ظهر الصراع، وظهر معه كل أنواع الفساد، كما قال تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلهمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41]

والآية الكريمة تخبر أن العقوبات الإلهية التي تعرض لهؤلاء ليس القصد منها الصراع، وإنما القصد منها التنبيه والتأديب، لتبين أن السلام هو المهيمن على كل شيء، حتى ما يبدو صراعا.

وإن شئت ـ أيها المريد الصادق ـ أن تطمئن نفسك إلى هذه المعاني القرآنية، فاذهب إلى الفلسفات المادية البعيدة عن الله، وسترى سر صراعها، وهو ذلك البعد والحجاب عن الله، أو تلك التصورات الخاطئة حوله.

ومن الأمثلة على ذلك تلك النظريات التي أتى بها ذلك المدعو [توماس روبرت مالتوس]([344])، والذي دعا إلى عدم الزواج بسبب الفقر أو غيره من الأسباب، وإلى قتل المواليد الجدد بسبب الأمراض، والمجاعات، والحروب.. وراح ينصح الحكومات بنصائح


[344] انظر: توماس روبرت مالتوس من نظرية السكان إلى لعنة الإبادة، علي سفر، نُشر في 2015/05/09، العدد: 9912، ص(15)

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 288
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست