نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 318
ويسر.. لكن بعض المحتاجين لم يتقدم للاستفادة من تلك الخدمات.. فإن
المشكلة هنا لا تكمن في المعطي، وإنما في مدلى قابلية المتلقي.
وهكذا الرحمة الإلهية.. بل كل المعاني النبيلة في الأسماء الحسنى،
كالهداية واللطف والرزق وغيرها.. فالله تعالى وفرها، وبكثرة.. لكن المشكلة أن
البعض لا يتعرض لها، ولذلك يحق له أن يتهم نفسه في عدم توفير القابلية، ولا يحق له
أن يتهم الله تعالى.. أو بعبارة أخرى: يحق له أن يتهم أو يلوم أو يحاسب نفسه في
عدم سعيه إليها، ولا يحق له أن يتهم الله تعالى في حرمانه منها.
وبناء على هذا وضع الله تعالى المراتب المختلفة في دار الجزاء، ليتنقل
أصحابها من طور إلى طور بحسب استعدادهم وقابلياتهم واختياراتهم.
وقد وضحت سورة الفاتحة المراتب الكبرى للخلق في هذا المجال، حيث ذكرت
أربعة أصناف:
الصنف الأول: المنعم عليهم، الممثلون للسراط المستقيم، والذين طولب
الخلق بالاهتداء بهم واعتبارهم النموذج المثالي للإنسان، كما يريده الله، كما قال
تعالى: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ
أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ [الفاتحة: 6، 7]
وهم يمثلون بحسب المثال السابق، النخبة من التلاميذ الناجحين، والذي يتاح
لهم في الدول العادلة كل المناصب الرفيعة، بما فيها الحكم نفسه.
الصنف الثاني: السائرون على منهاج المنعم عليهم مع التقصير في الوصول إلى
مراتبهم، ويمثلهم في سورة الفاتحة الداعون أنفسهم، والذين يطلبون من الله تعالى أن
يرقيهم إلى المراتب التي وصل إليها الفائزون، وبذلك هم يطلبون من الله تعالى
المزيد من التربية والإصلاح والهداية، أو المزيد من الترقي في مراتب الكمال.
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 318