responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 320

المؤبد..

وهذه الأقسام جميعا تتعامل معها الربوبية بحسب ما تستحقه؛ فالعقاب الإلهي في الآخرة ليس القصد منه التشفي، وإنما القصد منه التربية والترقية وتنقية القلوب من الدنس، ولذلك من الخلق من يستجيب بسهولة.. ومنهم من قد لا يستجيب أبدا.. ولذلك كان البقاء في جهنم بحسب تلك القابلية.

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن ربوبية الله تعالى لعباده، ورحمته بهم، وعدالته في وضع المراتب المفرقة بينهم، اقتضت مجموعة من السنن والقوانين هي التي يقوم عليها التكليف والجزاء، وهي قوانين متوافقة مع أسماء الله الحسنى؛ ولذلك كانت كلها رحمة ولطف وعدالة..

والعلم بتلك القوانين يحمي النفس من تلك الوساوس التي تبثها الشياطين، والتي قد توهمها بعدم عدالة الله، أو عدم رحمته، أو تصور لها ذلك بصورة لا تتناسب مع الكمال الإلهي.

ولأختصر لك ذلك([364]) ـ أيها المريد الصادق ـ أذكر لك ستة قوانين يقوم عليها التكليف والجزاء، وهي التي تجعله منسجما مع العدالة والرحمة والربوبية.

أما أول تلك القوانين؛ فهو أن الله تعالى جعل كل مكلف في أصل خلقته نقيا طاهرا بحيث لا تؤثر الجبلة التي ولد عليها في نوع اختياره، لأنه لو ولد شريرا مفسدا، فإنه قد لا يفطن حال بلوغه سن التمييز إلى حقيقة الخير الذي أودع فيه.

وذلك يشبه الممتحن في أي امتحان نزيه، والذي يحضر معه أوراقا بيضاء نقية ليجيب عليها، لأنه لا يمكنه أن يجيب على أوراق مملوءة قد لا يجد مكانا فيها لوضع إجابته، أو قد


[364] شرحنا ذلك بتفصيل في كتاب: أسرار الأقدار.

نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 320
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست