نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 5
المقدمه
يحاول هذا الكتاب البحث عن المعارف الكبرى للنفس المطمئنة، والتي تجعلها
موصوفة بالرضى، كما قال تعالى: ﴿ارْجِعِي إلى رَبِّكِ رَاضِيَةً﴾
[الفجر: 28]
وبما أن الرضا مرتبط بالحقائق والمعارف، لا بالسلوك والقيم، فقد اهتممنا
في هذا الجزء بتلك المعارف التي تملأ النفس بالرضا، كما اهتممنا في الأجزاء
السابقة بالقيم والأخلاق التي تقوم عليها النفس المؤمنة الطيبة المطمئنة.
والمعارف التي تحقق الرضا هي المعارف المرتبطة بحقائق الوجود الكبرى، والتي
نصت عليها النصوص المقدسة، وتذوقها السالكون إلى الله خير تذوق بعد تطهير أنفسهم
من كل المثالب التي كانت تحول بينهم وبينها.
وقد ركزنا في هذا الجزء خصوصا على أمرين:
أولهما ـ تطهير تلك المعارف مما علق بها من الدخن الذي أصاب كتب التزكية
والسلوك، بحيث اختلطت معارفها المستنبطة من المصادر المقدسة بغيرها من المصادر
الأجنبية: إما ذات التوجه العقلي، كالفلسفة بمدارسها المختلفة، أو ذات التوجه
الإشراقي والغنوصي، والذي قد يظهر في صورة كشف أو شهود أو إلهام.
وهذا لا يعني رفضنا كل ما ذكره الفلاسفة والحكماء والإشراقيون وأصحاب
الكشف والشهود، وإنما عرضنا ما ذكروه على النصوص المقدسة، فما قبل منها قبلناه،
وما رأيناه دخيلا رفضناه.
وهذا لا يعني كذلك اتخاذنا موقفا سلبيا ممن ابتدع في تلك المعارف ما لم
ترد به النصوص المقدسة؛ فنحن لا يهمنا في هذه السلسلة وغيرها الحكم على أحد من
الناس؛ فالله
نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 5