نام کتاب : معارف النفس الراضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 87
إِن شَكَرْتُمْ O (النساء: 147)
وهي تنزهه عن أن ينتفع بطاعات المطيعين أو يتضرر بمعاصي المذنبين، قال
تعالى:P إِنْ أَحْسَنتُمْ
أَحْسَنتُمْ لأنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا O (الإسراء: 7)
وهي تنزهه أن يعترض أحد على أفعاله وأحكامه، قال تعالى:P لاَّ يُسْئَلُ عَمَّا
يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ O (الأنبياء: 23)، وقال تعالى:P فَعَّالٌ لّمَا يُرِيدُ O (البروج: 16)
وهي تنزهه عن أن يخلف وعده ووعيده، قال تعالى:P مَا يُبَدَّلُ القول لَدَىَّ وَمَا
أَنَاْ بظلام لّلْعَبِيدِ O (ق: 29)
وهكذا يمتلئ القرآن الكريم بالحقائق العرفانية المرتبطة بالتنزيه، والتي
تجعل المؤمن ينفي عن ذهنه وعقله وقلبه كل ما تبثه الأوهام إليه عن ربه.
ولكن الشيطان مع ذلك لم ييأس من أن يسرب لهذه الأمة من الأوهام ما سربه
لغيرها، فلذلك ظهر فيها دعاة التشبيه والتجسيم، الذين لم يكتفوا بتلك الخرافات
الإسرائيلية التي تلقفوها من أهل الكتاب، وإنما راحوا للقرآن الكريم، يفسرونه بحسب
ما علق في أذهانهم من التشبيه، مضيفين إليها الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة.
لكن أئمة الهدى، راحوا يكملون وظائف النبوة في التصدي لتلك الظواهر،
والتحذير منها، لإعادة المؤمنين إلى العقيدة التنزيهية التي جاء بها الأنبياء
عليهم السلام، وقد روي أن الإمام الصادق ذكرت له بعض الروايات التجسيمية التي كانت
تنتشر في عصره، وخاصة بين المحدثين، فقال: (سبحان
من لا يعلم أحد كيف هو إلا هو، ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ
الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: 11]،لا يحد ولا يحس ولا يجس ولا تدركه الأبصار ولا
الحواس ولا يحيط به شئ ولا جسم ولا صورة ولا تخطيط ولا تحديد)([127])