نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 181
وفي عنقه حبل أسود، فقال
له موسى عليه السلام: أتعرف فلاناً؟ قال: نعم. هو هذا الخنزير، فقال موسى عليه
السلام: يا رب أسألك أن ترده إلى حاله حتى أسأله بم أصابه هذا؟ فأوحى الله عز وجل
إليه: لو دعوتني بالذي دعاني به آدم فمن دونه ما أجبتك فيه، ولكن أخبرك لم صنعت
هذا به؟ لأنه كان يطلب الدنيا بالدين.
ويروى عن عيسى عليه السلام
قوله:(كيف يكون من أهل العلم من مسيره إلى آخرته وهو مقبل على طريق دنياه وكيف
يكون من أهل العلم من يطلب الكلام ليخبر به لا ليعمل به؟)
وهكذا وردت الروايات
الكثيرة عن أئمة الهدى، والتي تدعو إلى الإخلاص، وتعتبره شرطا لقبول أي عمل، ومنها
قول الإمام علي: (الدنيا كلها جهل إلا مواضع العلم، والعلم كلّه حجة إلا ما عمل
به، والعمل كله رياء إلا ما كان مخلصاً، والإخلاص على خطر حتى ينظر العبد بما يختم
له)([360])
وقال: (طوبى لمن أخلص لله
العبادة والدعاء، ولم يُشغل قلبه بما ترى عيناه، ولم يَنْسَ ذكر الله بما تسمع
أذناه، ولم يحزن صدره بما أُعطي غيره)([361])
وقال الإمام: (إن ربكم
لرحيم، يشكر القليل، إنّ العبد ليصلي الركعتين يريد بها وجه الله فيدخله الله به
الجنة)([362])
وقال: (إنّ المؤمن ليخشع
له كل شيء ويهابه كل شيء.. ثم قال: (إذا كان مخلصاً لله أخاف الله منه كل شيء، حتى
هوام الأرض وسباعها وطير السماء)([363])