responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 390

إذا عرفت هذا ـ أيها المريد الصادق ـ فاعلم أن مجالات الرحمة تتسع لكل شيء، كما عبر عن ذلك رسول الله a بقوله: (إنّ الله كتب الإحسان على كلّ شيء؛ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذّبح، وليحدّ أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته)([928]).

وحدث ابن مسعود قال: كنّا مع رسول الله a في سفر، فانطلق لحاجته فرأينا حمّرة([929]) معها فرخان فأخذنا فرخيها فجاءت الحمّرة فجعلت تفرّش‌([930]) فجاء النّبيّ a فقال: (من فجع هذه بولدها؟ ردّوا ولدها إليها) ورأى قرية نمل قد حرّقناها، فقال: (من حرّق هذه؟). قلنا: نحن، قال: (إنّه لا ينبغي أن يعذّب بالنّار إلّا ربّ النّار)([931])

وروي أنه دخل دار الحكم بن أيّوب فرأى غلمانا نصبوا دجاجة يرمونها، فقال أنس: (نهى النّبيّ a أن تصبر البهائم‌([932]))([933])

وكان يقول محذرا من القسوة مع الحيوانات: (عذبت امرأة في هرة لم تطعمها ولم تسقها، ولم تتركها تأكل من خشاش الأرض)([934])

وهكذا فإن الرحمة تشمل كل شيء، ابتداء من العلاقة بالمؤمنين التي وصفها رسول الله a بقوله: (ترى المؤمنين في تراحمهم وتوادّهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى عضو تداعى له سائر جسده بالسّهر والحمّى)([935])


[928] مسلم(1955)

[929] الحمرة: طائر صغير يشبه العصفور.

[930] تفرش: هو أن تفرش جناحيها وتقرب من الأرض وترفرف.

[931] سنن أبي داود(5268)

[932] تصبر البهائم: أي تحبس لترمى حتى تموت.

[933] البخاري [فتح الباري]، 9(5513)، ومسلم(1959)

[934] رواه البخاري ومسلم.

[935] البخاري [فتح الباري]، 10(6011)، ومسلم(2586)

نام کتاب : منازل النفس المطمئنة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 390
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست