نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 126
والمسلمات التي تعتقد بها، وتستعملها في حياتها، ولذلك يستعمل البراهين
بأنواعها المختلفة.
ولا يكتفي بذلك، وإنما يخاطب النفس، بما تعتقده من التأثيرات، ليجمع في
خطابه لها، كل ما تذعن له من أساليب ووسائل.
ولذلك كان القرآن الكريم هو الحياة التي تملأ الحقيقة الإنسانية بكل ما
يسعدها ويسرها، لأنها لا يمكن أن تسعد أو تسر وهي تعيش في غياهب الظلمات، وسراديب
الجهل.
ولهذا وصف الله تعالى القرآن الكريم بكونه روحا، قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ
أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ
وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ
عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الشورى: 52]
ولذلك دعا إلى الاستجابة له وتفعيله والتأمل فيه لتتحقق الحياة الحقيقية
به، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لله
وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ [الأنفال: 24]
ولذلك تطمئن نفوس المؤمنين، وتمتلئ بالرضا الصادق، ولا يصيبها ذلك التيه
الذي يصيب أولئك الذين أعرضوا عن رسالة الله تعالى التي توضح لهم حقائق الأشياء،
وتبين لهم كيفية التعامل معها.
ولهذا؛ فإنه في الوقت الذي يصيح فيه المؤمنون عند حضور
الموت قائلين: (فزت ورب الكعبة)، يردد غيرهم ما ذكره بعض الفلاسفة الممتلئين
بالشكوك حين حضرته الوفاة، فهاله الموت وما بعده، فأنشد يقول:
لعمرك ما أدري - وقد أذن البلى
***
***
بعاجل ترحالي- إلى أين ترحالي؟
وأين محل الروح بعد خروجه
***
***
عن الهيكل المنحل، والجسد البالي؟
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 126