نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 125
شفا
الصدور
من مواهب الله تعالى لعباده لتحفيزهم للسير إليه، وإعانتهم على ذلك، ما
يمكن تسميته
[شفاء الصدور]، وهي التي وردت الإشارة إليها بقوله تعالى في وصف القرآن الكريم: ﴿يَاأَيُّهَا
النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي
الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [يونس: 57]
وهي تدل على أن القرآن الكريم فيه كل الحاجات التي تتطلبها الحقيقة
الإنسانية، وبذلك يستطيع أن يسد فراغها ويملأها بالسكينة والطمأنينة، ولا يدعها
للحيرة والتيه.
وقد أشار الإمام علي إلى ذلك الدور في قوله: (فاستشفوه من أدوائكم، واستعينوا به
على ولائكم، فإِنّ فيه شفاء من أكبر الداء، وهو الكفر والنفاق، والغي والضلال) ([94])
وهو في ذلك يشبه ما نطلق عليه الحاجات الغذائية التي يتطلبها جسم الإنسان
ليستطيع القيام بوظائفه بشكل سليم، سواء تلك التي تؤمّن له ما يحتاجه من الطاقة، أو
تلك التي تساهم في بنائه ووقايته.
وهو ما لا نجده في كل النظريات والفلسفات والمدارس، لأنها تسبب لمعتنقيها
فقرا غذائيا خطيرا لأرواحهم؛ ذلك أنها قد تجيب عن بعض أسئلتهم، لكنها تعجز عن
أكثرها، أو تجيب عنها إجابات خاطئة تملؤهم بالكآبة والإحباط، ولهذا تظل نفوسهم
تتساءل في حيرة عن هذا العلم وسره، وعن حقيقتهم ومصيرهم وكل شيء يتعلق بهم.
والقرآن الكريم عندما يجيب على تلك التساؤلات، لا يجيب عنها بطريقة
استعلائية لا تمنح العقول حظها من التأمل، وإنما يجيب إليها وفق الفطرة الإنسانية،
والبديهيات