responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 149

ثم أخبر عن ولايتهم لله، فقال: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ الله هُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [المائدة: 55، 56]

وهذا يدل على أن نصرة الله وولايته وتمكينه ثمار لمحبته للذين نصرهم ومكنهم.. وهكذا كل المواهب والثمار مرتبطة بمحبة الله تعالى ومودته.

واعلم ـ أيها المريد الصادق ـ أن تلك المحبة، ومن خلال ما دلت عليه النصوص المقدسة، ليست محبة اعتباطية، أو مختصة بجنس دون جنس مثلما كان يعتقد الذين أخبر الله تعالى عنهم، فقال: ﴿وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ الله وَأَحِبَّاؤُهُ﴾ [المائدة: 18]

وإنما هي محبة معقولة المعنى، ومرتبطة بالقيم النبيلة، ويمكنك من خلال النصوص المقدسة أن تكتشف أسرارها، بل كيفية التحقق بها، وتلك موهبة جديدة، ونعمة من النعم العظمى التي لا يمكن وصفها أيضا.. ذلك أن عدالة الله تعالى أبت أن تحرم أحدا من التحقق بهذه الموهبة العظمى.. بل أتاحتها للجميع، وليس على من يريد التحقق بذلك إلا أن يدفع ثمن تلك المحبوبية المقدسة.

ومن الأمثلة على ذلك حب الله تعالى للمحسنين؛ وهو مرتبط بحب الله تعالى للجمال والكمال، كما قال a: (إن الله جميل يحب الجمال)([113])

فالمحسن هو الذي اكتمل جمال روحه حتى صار مجلاة للحق، وصار بذلك أهلا للمحبة والمودة، كما قال تعالى: ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾ [الرحمن: 60]، وقال: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [يونس: 26]

 


[113] رواه مسلم.

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست