responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 150

ومثل ذلك محبة الله تعالى للتائبين؛ فالقلب الذي طهره ماء التوبة والإنابة قلب قد بذرت فيه شجرة الجمال، وصفيت مرءاته لتستعد لتجلي أنوار الحق.

ومثل ذلك محبة الله تعالى للمتقين، ذلك أن المعصية هي الحجاب الحائل بين الحق وعباده، فإن أزيل هذه الحاجز بالتقوى تقرب القلب من الرب، وصار أهلا لمحبته.

ومثل ذلك محبة الله تعالى للصابرين، ذلك أن جميع مجامع الخير مرتبطة بصبر صاحبها في ذات الله، أو في طاعته، أو عن معصيته، أو على مقاديره.

ومثل ذلك محبة الله تعالى للمتوكلين، ذلك أن التوكل هو ثقة العبد في الله وإحسان الظن به، وهو صادر عن التوحيد المحض الذي يغيب فيه القلب عن غير الحق.

ومثل ذلك محبة الله تعالى للمتبعين لرسول الله a، فرسول الله a هو محبب العباد إلى الله، ومحبب الله إلى عباده واسطة الحب المقدس.. ولذلك كانت محبته هي السبيل الأعظم لتحقق محبوبية الله تعالى، بل إن من لم يحب رسول الله a، ولم يتبعه، محجوب عن تلك المحبة العظيمة.

هذه ـ أيها المريد الصادق ـ أصول القيم التي يمكنك من خلالها أن ترتقي في سلم الكمال، لتنال هذه المحبة العظيمة.. محبة الله.. فاجتهد لأن تكون من أهلها؛ فما أعظم وما أسعد من يكون محبوبا لله.. فهو يأمن حين يخاف الناس.. ويطمئن حين يضطربون.. ويفرح حين يكتئبون.. ويأنس حين يستوحشون..

وكيف لا يحصل له ذلك.. وهو مع ربه، وربه معه.. وهل يمكن لمن حصلت له هذه المعية الشريفة الممتلئة بالمشاعر النبيلة أن يصيبه أي أذى، أو يلحقه أي ألم؟

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست