responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 164

 

وبذلك تظل متقلبا بين دور السعادة إلى الأبد.. فلكل اسم من الأسماء الحسنى جنته الخاصة به، والتي لا يمكن لأي نعيم في الدنيا أن يوازيها.

فمن خلال معرفتك باسم الله البديع والمصور والجميل تكتشف السر وراء كل صورة جميلة في الكون.. فكل زهرة جميلة، وكل ثغر مفتر بابتسامة عذبة، وكل ملامح وقسمات هزت قلوب العاشقين.. وكل صوت جميل ترنحت له أرواح الهائمين.. ليس سوى ذرة من ذرات إبداع الله الجميل المصور البديع.. ولذلك كان معرفتك به، معرفة بمصدر كل جمال.

ولذلك إن احتجت أن تُرزق بعض الجمال، أو الكثير منه، فما عليك سوى أن تمد يدك إليه.. ولن يبخل عليك.. فالجود الإلهي لا حدود له.

وهكذا؛ فإنه من خلال معرفتك باسم الله الرحمن الرحيم تكتشف أن الكون كله مبني على الرحمة الإلهية.. ولذلك تجد الأنس والعزاء لكل مظاهر الألم التي تراها، لأنك تعلم أنها مظاهر مؤقتة، اقتضتها هذه الدار المبنية على الاختبار الإلهي..

بل إنك تدرك مع ذلك أن الرحمة الإلهية ـ التي قدرت ذلك البلاء المحدود ـ ستعوض أصحابها عن كل معاناتهم وآلامهم بأضعاف ما تحملوه، بل إنهم يتمنون لو ضوعف عليهم البلاء ليضاعف لهم ذلك الثواب العظيم.

ولهذا لا تتسرب إليك تلك الوساوس الشيطانية التي تصور لك ربك بصورة القاسي المعذب لخلقه.. بل إنك ترى كل حنان ورحمة تتنزل في كل شيء من الله تعالى، فلولاه لم تكن رحمة في الوجود.

وهذا كله ما يجعلك تعيش في جنة عظيمة.. لأنك تعلم أن ربك لن يقسو عليك، بل سيرحمك، وسيكون لطيفا بك.. وخاصة إن تأدبت بأدبه، وتربيت وفق ما طلب منك، لأن

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست