responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 165

ذلك في مصلحتك، ولا يمكن لحقيقتك أن تجد كمالها ولا لذتها وسعادتها إلا بذلك.

وهكذا؛ فإنه من خلال معرفتك بأسماء الله الدالة على العدل أن تكتشف أن الكون كله مبني وفق الموازين الإلهية التي لا محل فيها للظلم والجور.. ولذلك لا تدع اليأس يتسرب إليك إن رأيت جور الجائرين، وظلم الظالمين، واستبداد المستبدين، لأنك تعلم أن هناك محكمة إلهية قائمة على العدل المطلق، وأنها ستحاسب كل أولئك على كل ذرة ظلم فعلوها.

وهذا ما يجعلك في راحة عظيمة، تحمد الله على أن كنت مظلوما لا ظالما، لأن حقك لن يضيع أبدا، بل ستعوض عليه بأضعاف الآلام التي أصابتك بسببه.. وذلك ما يجعلك في جنة قد يتعجب منها الظلمة أنفسهم، لأنهم لا يرون الواقع بصورته الحقيقية، وإنما يرونه بصورته المزيفة.

ولو أنهم رأوا الواقع بصورته الحقيقية، لوجدوا كل مظلوم صلوه بنارهم، لا يختلف عن إبراهيم عليه السلام الذي حول الله تعالى له النار بردا وسلاما.

وهكذا يمكنك ـ أيها المريد الصادق ـ أن تعيش في جنة اسم الله القادر.. لترى من خلالها مظاهر القدرة التي لا حدود لها.. والتي لم يكتشف البشر إلا قطرة من محيطها الذي لا حدود له، ومع ذلك امتلأوا بالانبهار والتعجب.

ويمكنك أن تعيش في جنة اسم الله العزيز.. لترى عزة الله تعالى على المستكبرين عليه، والذين حجبوا عنه من غير حجاب سوى أهوائهم وغفلتهم وكبرهم.. ثم تحمد ربك على أنه مع عزته لم يحجبك عنه، بل أتاح لك أن تتعرف عليه، وتتصل به، وتتحدث معه، وتسمعه..

ويمكنك أن تعيش في جنة اسم الله الغفور.. لتتخلص من كل تلك الآلام التي

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 165
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست