responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 183

قال: قسم رسول اللّه a ذات يوم قسماً فقال رجل من الأنصار: إن هذه القسمة ما أريد بها وجه اللّه، قال، فقلت: يا عدو اللّه أما لأخبرن رسول اللّه a بما قلت، فذكرت ذلك للنبي a فاحمر وجهه ثم قال:(رحمة اللّه على موسى، لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر)([137])

وفي موقف آخر قال a:(أقول كما قال أخي يوسف: ﴿ لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [يوسف:92])([138])

وقد استدل ابن عباس بهذا على مشروعية سجدة سورة ص، فقد قال لمن سأله عنها: أوما تقرأ: ﴿ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَان﴾ (الأنعام:84)، ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ (الأنعام:90)؟ فكان داود عليه الصلاة والسلام ممن أمر نبيكم a أن يقتدي به، فسجدها داود عليه الصلاة والسلام، فسجدها رسول اللّه a)([139])

وهكذا إن قرأت كل ما ورد في القرآن الكريم من فضائح المنافقين والمتخلفين والظالمين؛ فإياك أن تتوهم أنك لست المقصود؛ فالعاقل هو الذي يعتبر بعدوه، حتى لا يقع فيما وقع فيه.

ولذلك إن قرأت ما ورد في القرآن الكريم في حق إبليس، وقوله: ﴿أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ﴾ [الأعراف: 12]؛ فقد ترددها أنت بلا شعور، ولكنك بدل أن تذكر كونك من الطين، تذكر أنك من تلك القبيلة، أو من ذلك البلد، أو أن أباك فلان، أو جدك فلان.. فلا يختلف قول إبليس عن هذه الأقوال جميعا.

وهكذا إن سمعت قوله تعالى عن فرعون، وقوله: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾ [النازعات: 24


[137] رواه البخاري ومسلم واللفظ لأحمد.

[138] رواه ابن أبي الدنيا في ذم الغضب وابن السني في عمل يوم وليلة.

[139] رواه البخاري.

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 183
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست