responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 184

]، وقوله: ﴿مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾ [القصص: 38]؛ فلا تتوهم أنها خاصة بفرعون، وقد قال بعض الحكماء: (ما من إنسان إلا وفي باطنه ما صرح به فرعون من قوله: ﴿أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى﴾ [النازعات:24]، ولكنه ليس يجد له مجالاً)

وهكذا إن قرأت قوله تعالى عن المنافقين: ﴿إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ الله وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ الله إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (3) وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾ [المنافقون: 1 - 4]، فاحذر أن تكون منهم، فيكون حظك من دينك لسانك، وتجعل من إيمانك جنة تحميك من أذى الألسن، أو سلما تنال به مصالحك وأهواءك.

هذا هو النوع الأول من التأديب الإلهي، وهو لن يكمل لك حق الاكتمال إلا بعد أن تتخلص من رعوناتك وأهوائك وعجبك وغرورك، وتستعين بربك.. فالله هو رب العالمين، ومؤدبهم ومربيهم، ولا يمكنك أن تتحقق بجميل الآداب ما لم تسلم نفسك إليه، ليؤدبها لك حق التأديب، وتردد مع رسول الله a قوله: (اللهمّ آت نفسي تقواها، وزكّها أنت خير من زكّاها. أنت وليّها ومولاها اللهمّ إنّي أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها) ([140])

فرسول الله a في هذا الدعاء يعلمنا كيف نستعيد بالله لتهذيب أنفسنا، وتزكيتها؛ وذلك بتسليمها لربها العالم بكيفية ذلك، وهو في نفس الوقت يراعي النوع الأول من التأديب حتى تنتبه النفس إلى ضرورة التزكية، وهو ما يجعلها أكثر استعدادا لتلقي


[140] رواه مسلم.

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست