نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 231
وهكذا يذكر القرآن الكريم إهانة أهل جهنم لبعضهم بعضا، وذلك
عندما تحصل المناوشات بينهم فيمن هو السبب فيما يحصل لهم من أنواع الآلام، قال
تعالى يذكر بعض تلك المشاهد: ﴿وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ
يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لله جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ
الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا
وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ
اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا
كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ
بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ (167) ﴾ [البقرة: 165 - 168]
وفي قوله تعالى: ﴿كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ
أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ﴾ [البقرة: 167] إشارة إلى أن تلك
الحسرة وسببها من صنع أيديهم، كما عبر عن ذلك الإمام الصادق في تفسيره للآية
الكريمة ببعض مصاديقها، فقال:(هو الرجل يدع المال لا ينفقه في طاعة الله بخلا، ثم
يموت فيدعه لمن يعمل به في طاعة الله أو في معصيته.. فإن عمل به في طاعة الله رآه
في ميزان فزاده حسرة، وقد كان المال له أو عمل به في معصية الله فهو قواه بذلك
المال حتى عمل به في معاصي الله)([190])
وهكذا يذكر القرآن الكريم تلك الصيحات الكثيرة الممتلئة
بالألم، عندما يكفر الظالمون بعضهم ببعض، ويلعن بعضهم بعضا محتجين ومتبرئين، قال
تعالى: ﴿قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ
الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا
حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ
رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ
لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ (38) وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ
فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ
تَكْسِبُونَ (39) ﴾ [الأعراف: 38 - 40]
وفي مقابل هذا وصف الله تعالى تكريمه وإكرامه للمؤمنين، وفي كل المراحل
التي