responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 237

فلو أن كل البشر كانوا مثل مريم عليها السلام، ثم كانت لهم تلك الأحوال الصادقة التي استحقت بها ذلك الإكرام؛ فإنه ينالهم ما نالها.

وهذا مما تقتضيه قوانين العلوم، ذلك لو أن عالما ـ يحترم نفسه، ويحترم تخصصه، ويحترم العلوم التي وهبت له ـ تمكن من إجراء تجارب معينة في ظروف معينة، واستنتج قوانين منها، لكنه لم يتمكن من إجراء تجارب على ظروف أخرى؛ فإنه لا يمكن الحكم على نتائج ما لم يجربه، ولو فعل ذلك لخرج عن المنهج العلمي، ودخل في زمرة أهل الخرافة الذين يستخدمون كل ما توحيه لهم نفوسهم من أهواء.

ويشير إلى هذا المعنى ما ورد في قوله a لبعض أصحابه عندما أخبره عن الفرق بين الحال الذي يكونون عليها عنده، والحال التي يكونون عليها عند انصرافهم: (والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم) ([202])

فقد ذكر رسول الله شيئا خارقا في تصوراتنا الهزيلة، وهو مصافحة الملائكة لنا، وذكر لها سببين، عبر عنهما رسول الله a بقوله: (لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذكر)؛ فأولهما الديمومة على استذكار المعاني الإيمانية التي كان يذكر بها رسول الله a، والثاني الديمومة على الذكر.

ولهذا رد الملائكة عليهم السلام على سارة زوجة إبراهيم عليه السلام عندما استغربت من تلك البشارة التي تبشرها وزوجها بالولد، وقالت: ﴿ يَاوَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ﴾ [هود: 72]، فقال لها الملائكة: ﴿أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ الله رَحْمَتُ الله وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ﴾ [هود: 73]


[202] رواه مسلم.

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 237
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست