responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 236

الکرامات و الخوارق

من مواهب الله تعالى لعباده لتحفيزهم للسير إليه، وإعانتهم على ذلك، ما يمكن تسميته [الكرامات والخوارق]، وأشير به إلى ما وردت الإشارة الصريحة إليه قوله تعالى في قصة مريم عليها السلام: ﴿كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ الله إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [آل عمران: 37]

فقد روي في تفسيرها ابن عباس أنه قال: (وجد عندها الفاكهة الغضة حين لا توجد الفاكهة عند أحد، فكان زكريا يقول: يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا؟ قالت: هُوَ مِنْ عِنْدِ الله إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)([200])

وروي أنه وجد عندها (فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء)([201])

فالآية الكريمة، وكل ما ورد في تفسيرها، تدل على ما اتفقت عليه الأمة جميعا، ودل عليه العقل، من أن الله تعالى يمكنه أن يكرم من يشاء من عباده بما شاء من فضله، ولو اقتضى الأمر أن يكون ذلك من الخوارق التي لم يتعود الناس عليها.

وليس في ذلك أي خرق لسنن الله تعالى؛ فسنن الله لا تبديل لها.. وهي مطلقة وصادقة في كل الأحوال يستحيل عليها التبدل والتغير.

ولذلك فإن ذلك الطعام المميز الذي أكرمت به مريم عليها السلام كان وفق سنن الله، وإن بدا غريبا في دنيا الناس، وذلك لعدم تعودهم على مثله، ولو أنهم وفروا لنفوسهم الشروط التي تتناسب معه، لتحول ذلك إلى شيء عادي لا غرابة فيه.


[200] تفسير ابن أبي حاتم (2/ 640)

[201] تفسير الطبري (6/ 353، 356)

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 236
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست