وفي حديث آخر ذكر بعض صفاتهم، وهي
القسط، قال a:
(إن المقسطين عند الله على منابر من نور.. الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما
ولوا)([199])
وقد ورد ما يدل على أن هؤلاء
الجالسين على منابر النور، لا يجلسون في انتظار الحساب، وإنما ليعاينوا أهل
الموقف، وكيفية حسابهم، وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى: ﴿فَالْيَوْمَ
الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (34) عَلَى الْأَرَائِكِ
يَنْظُرُونَ (35) هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36)﴾
[المطففين: 34 - 36]
هذه نماذج من التكريمات الإلهية؛ فاحرص ـ أيها المريد الصادق ـ على أن
تكون من أهلها، فذلك هو الجاه الحقيقي الذي يتلاشى أمامه كل جاه الدنيا ومناصبها
وتكريماتها.