responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 46

محاسنه عن تلك الدماء التي كانت تسيل من جراحهم.. فإذا كان هذا حالهم مع مظهر من مظاهر الإبداع الإلهي؛ بل مع صورته فقط؛ فكيف يكون حال من شغل بالبديع الذي اجتمع فيه كل جمال؟

وقد روي في هذا عن بعضهم أنه قال: كان رجل بالمصيصة ذاهب نصفه الأسفل لم يبق منه إلا روحه في بعض جسده، ضرير على سرير مثقوب فدخل عليه داخل، فقال له: كيف أصبحت؟ قال: (ملك الدنيا، منقطع إلى الله عز وجل، ما لي إليه من حاجة إلا أن يتوفاني على الإسلام)

ولهذا؛ فإن هؤلاء لا ينظرون إلى البلاء باعتباره محكا لاختبارهم، أو آلة لتطهيرهم، وإنما ينظرون إليه باعتباره وسيلة لوصلهم بربهم، وهو معنى صلاة الله تعالى على عباده الواردة في قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ (البقرة:155 ـ 157)؛ فالآية الكريمة تخبر عن صلاة الله على عبده الصابر على بلائه.. وهي تعني توفير فرص للتواصل معه.. ذلك أن المؤمن عند ألمه يزداد تواصله مع ربه، ويزداد تواصل ربه معه، وهو مقدمة لنيل الدرجات العالية، والتي لا تتميز بالمزيد من النعيم، وإنما بالمزيد من القرب.

ولهذا كان من أعظم مواهب الله تعالى للناجحين في اختبارات البلاء تقريبهم من ربهم، والقرب لا يساويه جزاء ولا يطاوله ثواب، فهو إخراج من الظلمات إلى النور، ومن الحجاب إلى المشاهدة، كما قال تعالى:﴿ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً﴾ (الأحزاب:43)؟

وبذلك؛ فإن البلاء نافذة عظيمة من نوافذ التعرف على

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست