نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 47
الله والتقرب
منه، والتعرف على الله هو النور الذي يرفع كل الظلمات، والحق الذي يقضي على كل
باطل، كما عبر عن ذلك بعض الحكماء، فقال: (إذا فتح لك وجهة
من التعرف فلا تبال معها أن قل عملك؛ فإنه ما فتحها لك إلا وهو يريد أن يتعرف
إليك.. ألم تعلم أن التعرف هو مورده عليك، والأعمال أنت مهديها إليه، وأين ما
تهديه إليه مما هو مورده عليك)
وقد ورد في الحديث
عن رسول الله a ما يدل على هذا المعنى، فقد قال: (إن
العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده أو في ماله
أو في ولده، ثم صبره على ذلك، حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله تعالى)([20])
وقال: (ما
من مسلم يصاب بشيء في جسده فيصبر إلا رفعه الله به درجة، وحط عنه به خطيئة)([21])
ولهذا أخبر أن (عظم الجزاء مع عظم البلاء)([22])، وقد سئل: أي الناس أشد بلاء؟ فقال:
(الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل.. يبتلى الرجل على حسب دينه؛ فإن كان دينه صلبا اشتد
بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلاه الله على حسب دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى
يمشي على الأرض وما عليه خطيئة)([23])
[20] رواه أحمد وأبو داود وأبو يعلى والطبراني
في الكبير والأوسط.