responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 86

 

وهو المعنى الذي أشار إليه أهل سدوم وعمورية حينما وصفوا لوطا عليه السلام وأهله بالطهارة، وكأنهم يشتمونهم بذلك، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 82]

وهي نفس الشتيمة التي لا تزال الشعوب التي تدعي النظافة والطهارة تسم بها المؤمنين الصالحين الذين لا يرضون بالفحشاء والمنكر، ولا بالعلاقات الممتلئة بالنجاسة والقذارة؛ فيشتمونهم بذلك مع علمهم أنهم يمثلون العفة والأخلاق العالية التي لا يمكن أن تتحقق الطهارة من دونها.

ولذلك؛ فإنك ـ أيها المريد الصادق ـ لو سرت في العالم أجمع، ودرست كل المذاهب والأديان، لم تجد طهارة شاملة حقيقية مثل تلك الطهارة التي شرف الله تعالى بها المؤمنين بسبب التزامهم بوصايا ربهم وهديه.

فعقول المؤمنين مطهرة من رجس الخرافة والشعوذة والدجل.. فهي تستند لكل ما يسلم له العقل المجرد، ولن تجد في دينك جميعا، في حقائقه أو شرائعه ما يرفضه العقل، أو لا يتناسب معه.. ولذلك لم يشعر الحكماء ولا الفلاسفة المسلمون بأي صراع بين دينهم وعقلهم، بل رأوا دينهم مزكيا لعقولهم، وموجها لها، ومصححا لمسارها.

وهكذا تجد مشاعر المؤمنين مملوءة بالطهارة.. فالمؤمن لا يحقد ولا يحسد ولا يعرف البغضاء أو القطيعة.. وهو يتمنى الخير لكل إخوانه، ولذلك تمتلئ علاقته بهم بالمودة والرحمة، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ [الحجرات: 10]

وقال رسول الله a: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) ([79]).. وقال: (المؤمن للمؤمن


[79] رواه البخاري ومسلم.

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست