responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 87

كالبنيان يشد بعضه بعضا) ([80])

وهكذا تجد سلوك المؤمن مملوءا بالطهارة، وفي كل جوانب حياته؛ فهو إن باع أو اشترى كان سمحا لينا هينا سهلا، كما قال a: (رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى) ([81])

وهو لذلك لا يقع فيما وقع فيه أصحاب الأنظمة المالية البشعة التي أعطت الحرية المطلقة لأرباب الأموال لممارسة كل أنواع البغي والظلم على المستهلكين الضعفاء؛ فالمؤمن لا يحتكر ولا يغش ولا يخدع ولا يغبن ولا يأكل الربا.. لاعتقاده أن المال مال الله، وأنه مجرد خليفة عليه، وأنه مختبر في تلك الخلافة، وأن العقاب الشديد ينتظره إن قصر في ذلك.

ولذلك لا يكنز أمواله، ويحرم منها المؤمنين، خشية أن تتحول تلك الأموال إلى ما وصفه الله تعالى بقوله: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ الله فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ﴾ [التوبة: 34، 35]

ولهذا تراه يسارع بها في المشاريع الصالحة التي تفيد المجتمع، وتحقق له حاجاته، وتقضي على فقره وعوزه بأشرف الأساليب والوسائل.

وفوق ذلك تراه يعيش كسائر الناس، مع ما قد يُرزق به من مال، خشية أن يكون من أصحاب الترف الذين ورد ذمهم والتحذير منهم، فلذلك ينتفع بماله بقدر حاجته، ولا يزيد على ذلك.

ولذلك لا يراه سائر الناس مختلفا عنهم، بل إنهم يرونه أجيرا في ماله مثلما هم أجراء


[80] رواه البخاري ومسلم.

[81] رواه مسلم.

نام کتاب : مواهب النفس المرضية نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست