نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 154
وإياكم والغلو كغلو النصارى، فإني بريءٌ من الغالين)
فقام إليه رجل فقال له: يابن رسول الله صف لنا ربك فإن من
قبلنا قد اختلفوا علينا، فقال الإمام الرضا: (إنه من يصف ربه بالقياس فانه لا يزال
الدهر في الالتباس، مائلا عن المنهاج طاعنا في الاعوجاج ضالا عن السبيل قائلا غير
الجميل) ثم قال: (اعرفه بما عرف به نفسه، اعرفه من غير رؤية، وأصفه بما وصف به
نفسه أصفه من غير صورة، لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس، معروف بالايات، بعيد
بغير تشبيه، ومتدان في بعده بلا نظير، لا يتوهم ديمومته، ولا يمثل بخليقته ولا
يجور في قضيته، الخلق إلى ما علم منهم منقادون، وعلى ما سطر في المكنون من كتابه
ماضون، لا يعملون بخلاف ما علم منهم، ولا غيره يريدون، فهو قريب غير ملتزق، وبعيد
غير متقص، يحقق ولا يمثل، ويوحد ولا يبعض، يعرف بالآيات، ويثبت بالعلامات ولا إله
غيره الكبير المتعال)
فقال الرجل: بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله فإن معي من
ينتحل موالاتكم ويزعم أن هذه كلها صفات الإمام علي، وأنه هو الله رب العالمين؛
فلما سمعها الإمام الرضا ارتعدت فرائصه وتصبب عرقا، وقال: (سبحان الله سبحان الله
عما يقول الظالمون والكافرون علوا كبيرا، أو ليس كان الإمام علي آكلا في الاكلين،
وشاربا في الشاربين، وناكحا في الناكحين، ومحدثا في المحدثين؟ وكان مع ذلك مصليا
خاضعا بين يدي الله ذليلا، وإليه أواها منيبا، أفمن كان هذه صفته يكون إلهاء؟ فإن
كان هذا إلها فليس منكم أحد إلا وهو إله لمشاركته له في هذه الصفات الدالات على
حدث كل موصوف بها)
فقال الرجل: يابن رسول الله إنهم يزعمون أن عليا لما أظهر من
نفسه المعجزات التي لا يقدر عليها غير الله دل على أنه إله، ولما ظهر لهم بصفات
المحدثين العاجزين لبس ذلك عليهم وامتحنهم ليعرفوه وليكون إيمانهم به اختيارا من
أنفسهم.
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 154