نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 16
وإن
كانوا جزءا من آل إبراهيم، لكن القرآن خصهم بالذكر عند الحديث عن يوسف بن يعقوب
عليهما السلام في قوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ
وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ
وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ
إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [يوسف: 6]
وذكرهم عند الحديث عن زكريا عليه
السلام حينما دعا الله عز وجل وطلب الذرية الصالحة، فقال: ﴿فَهَبْ لِي مِنْ
لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ
رَضِيًّا ﴾ [مريم: 5، 6]
ومن تلك التفاصيل ما ذكره الله
تعالى من اصطفائه لآل داود عليهم السلام، والذين ورد ذكرهم في قوله تعالى:
﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ
﴾ [سبأ: 13]، وقد بين القرآن الكريم أن سليمان ورث داود، فقال:
﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ﴾ [النمل: 16]
وهكذا نجد حديث الله عن اصطفائه لآل
بيت أنبيائه، وإعطائهم مكانة خاصة، وهي سنته فيهم، ورسول الله a أولى بذلك منهم، إن لم يكن
نظيرا لهم فيه، وقد قال تعالى عنه: ﴿قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ
وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى
إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾ [الأحقاف: 9]
ولذلك؛
فإن وجود أحاديث تدل على هذه المعاني، وأن رسول الله a يتحدث عن أهل بيته، أو يوصي بهم، أو يدل على أن لهم وظائف خاصة
ترتبط بالهداية ليس مستغربا؛ فالقرآن الكريم يؤكد ذلك، ويصرح به، وسر ذلك يعود
لأمرين يدل عليهما العقل والنقل:
أما أولهما: فهو نفس السر الذي بسببه رفض إبليس السجود لآدم عليه
السلام، وهو أن الأمم قد تخضع لأنبيائها بدافع المعجزات التي ظهرت على أيديهم، ولكنها
ترفض أن
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 16