نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 17
تخضع لقرابتهم من بعدهم حسدا وبغيا،
كما ذكر القرآن الكريم ذلك، فقال: ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا
آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54) فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ
وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (55)﴾ [النساء:
54، 55]
وأما الثاني: فهو ما تدل عليه الفطرة السليمة، ذلك أن أقرب الناس
تمثيلا للأنبياء واقتداء بهم وعلما بأحوالهم هم أهلوهم الذين عاشوا معهم، وهذا
متوفر لأهل بيت النبوة بحكم تربيتهم في بيت النبي a، ومن ثم الأخذ عنهم بصفة مباشرة، ومن ثم انتقال العلم بينهم
بالتوالي من المصدر تماماً.
وهذا ما يدل عليه الواقع؛ فالصانع
الحرفي اليدوي الماهر ينقل سر صنعته ومهارته تلك إلی ابنه وحفيده.. والرياضي
البارع هو في الغالب ابن رياضي بارع.. والسياسي الحاذق نجده قد تربی ونقل عن
والده نفس المهارة.. حتى الساحر والحاوي ينقل سر مهنته تلك عن أبيه، وبالمثل
الطبيب الحاذق والموسقي المبدع والعالم الباحث.
وهذا لا يعني أن الإمامة تنطبق على
كل أولاد الرسول أو أقاربه، فقد أخبر الله تعالى أن منهم من يكون ظالما، ولذلك لا
يستحق ذلك الشرف.. بل أخبر أن ابن نوح عليه السلام كان كافرا، ولذلك نزل عليه
العذاب مثلما نزل على غيره، بناء على ما تقتضيه العدالة الإلهية.
ولهذا يحتاج التعرف على الإمام
وصفاته ووظائفه إلى البيان النبوي الذي يحمي الأمة من أن تضع مصاديق الإمامة في
غير أهلها؛ فتنحرف عن السراط المستقيم.
القسم الثاني: ما ورد في
شأن الامتداد الرسالي والفتن التي تعرض له:
وهي الأحاديث التي يبين فيها رسول الله a مواقف الأمة الواقعية من تلك الوصايا، والفتن التي تحصل لها بسبب
ذلك، مما يندرج ضمن النبوءات.. وهي ليست مجرد
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 17