responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 18

نبوءات، وإنما هي وصايا تدل على الطريق الذي ينجي من الفتن، ويعيد الأمة إلى مسارها الصحيح.

ذلك أن الله تعالى أبلغ نبيه a بكل ما تفعله الأمة من بعده.. وهو لذلك ـ بناء على شفقته وحرصه عليهم ـ لا يكتفي بأن يوصيهم بالوصايا التي يعلم أنهم سيقصرون فيها، وإنما يضيف إلى ذلك تحذيرهم من المواقف التي تصيبهم بسبب ذلك التقصير، ويبين لهم كيفية الخروج منه.

وكل ذلك تابع لما تقتضيه الهداية الإلهية للخلق، والتي لم تكتف بتلك الوصايا الداعية إلى مراعاة السراط المستقيم الذي يمثله أئمة الهدى، وعدم الانحراف عنه إلى غيره، وإنما أضافت إلى ذلك وصف الواقع الذي سيؤول إليه حال المسلمين بسبب تفريطهم في الوصايا الإلهية، وبيان كيفية التعامل معه، وهو ما يطلق عليه [الفتن والملاحم]

ونرى أن أصل هذا النوع من الأحاديث مقبول موافق للقرآن الكريم وللعقول والفطر السليمة، ذلك أنها من دلائل الحرص على الهداية، وتوفير كل ما يؤدي إلى إقامة الحجة على الخلق، حتى لا تبقى حجة لمحتج؛ فأحاديث الفتن، ليست مجرد استشراف للمستقبل، ووصف دقيق له، وإنما هي بمثابة التشريعات المرتبطة بالظروف المختلفة، حتى يتعرف المؤمن على وجه الحق فيها؛ فيتبعه.

وبذلك، فإنه يمكن وصفها بأنها امتدادا للنبوة، وامتداد لنصحها وتوجيهها، وكأن رسول الله a حاضر عند كل فتنة، ليعلمنا كيفية تجنبها، مثلما كان في حياته الدنيوية تماما، كما قال تعالى في وصفه: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]

فالحرص الشديد لرسول الله a على نجاة البشرية وخلاصها هو الذي جعله لا

نام کتاب : الإمامة والامتداد الرسالي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست